للتخلص من النسيان وتشتت الذهن واستعد للحصول على ذكاء حاد وذاكرة قوية كالصلب

للتخلص من النسيان وتشتت الذهن واستعد للحصول على ذكاء حاد وذاكرة قوية كالصلب

صحة

فرص السعودية

فرص السعودية

2024/05/16, 12:00 ص

يؤكد خبراء علم النفس والعلوم العصبية أن اعتماد تقنيات الاسترخاء والتأمل يمكن أن يعزز بشكل ملموس الذكاء والقدرة على تذكر المعلومات.

الاستمتاع بفترات قصيرة من الراحة وخفض الإضاءة، لمدة 10 إلى 15 دقيقة بعد جلسة تعلم، يسهم في تحسين استرجاع المعلومات أكثر من التكرار المتواصل والمجهود الذهني الشديد.

وبالإشارة إلى الدراسات العلمية المعاصرة، فإنه يتضح أن الابتعاد عن أي نوع من الأنشطة المشتتة أثناء فترات الراحة، مثل استخدام الجوال أو تصفح الإنترنت، يدعم بصورة كبيرة عملية تثبيت المعلومات في الذاكرة دون إرباك العمليات الذهنية.

وتشير الاكتشافات إلى أن فترات الاسترخاء لا تُسهم فقط في تحسن الذكاء الفوري، بل إنها قد تكون مفيدة أيضًا في التخفيف من مشكلات فقدان الذاكرة وبعض أنواع الخَرَف، مما يُظهِر إمكانياتها في فتح آفاق جديدة لاستغلال قدرات الدماغ الكامنة.

تم توثيق هذه الفوائد علميًا منذ أوائل القرن العشرين، حيث قام عالم النفس الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلتزكر بدراسات رائدة حول تأثير الراحة على تثبيت الذكريات في الذاكرة. تقدم هذه النتائج إطارًا قيمًا لفهم كيف يمكن لطرق بسيطة ومتاحة أن تحسن من فعالية التعلم والحفظ لدى الإنسان

أجرى مولر وبيلزكر تجربة حيث طلبا من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع كلمات غير ذات معنى. وفي مرحلة متقدمة من التجربة، تلقى نصف المشاركين قائمة ثانية للحفظ فوراً بعد الأولى، فيما حظي النصف الآخر بفترة استراحة قدرها ست دقائق. وبيّن الاختبار، الذي تم إجراؤه بعد ساعة ونصف، أن الأفراد الذين تمتعوا بفترة الاستراحة استطاعوا تذكر 50% من المعلومات، مقابل 28% فقط بين الذين واصلوا الحفظ مباشرة.

تشير هذه النتائج إلى أن الاستراحات يمكن أن تعزز الذاكرة بشكل كبير. ووفقًا للخبراء، يمثل الاسترخاء والتأمل طرقًا فعالة لتحسين الذاكرة والقدرات العقلية. هذه الاكتشافات تؤكد على أهمية تضمين فترات الراحة ضمن جلسات التعلم لتحقيق أفضل النتائج.

في إطار تاريخي، أظهرت الأبحاث المتعددة أن الدماغ يحتاج إلى الراحة لتجديد نشاطه وتعزيز قدرته على المعالجة والاحتفاظ بالمعلومات. تعتبر نتائج تجربة مولر وبيلزكر دليلاً إضافياً يساند هذه الفرضية، مما يفتح المجال لمزيد من الدراسات حول تحسين طرق التعلم والحفظ.

يسلط الضوء على فائدة استراتيجيات الاسترخاء والراحة في تعزيز الذاكرة وتحسين قدرة الاسترجاع، بحسب دراسات علمية حديثة. تُظهر الأبحاث أن تخفيف الإضاءة والاسترخاء لمدة 10 إلى 15 دقيقة بعد التعرض لمعلومات جديدة يمكن أن يعزز بشكل ملحوظ القدرة على استرجاع هذه المعلومات لاحقًا. وفي هذا السياق، تؤكد الأدلة العلمية أيضًا على ضرورة تجنب أنشطة قد تشتت الانتباه خلال فترات الراحة هذه مثل قراءة البريد الإلكتروني أو التصفح عبر الإنترنت.

كما أن دراسة من تاريخ مُبكر يعود إلى العام 1900 أجراها العالم الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلزكر، توصلت إلى أن فترات الراحة بين جلسات التعلم تسهم في تحسين القدرة على تثبيت الذكريات. المزيد من التأكيد جاء من دراسة حديثة أجراها سيرغيو ديلا سالا من جامعة إدنبرة ونيلسون كوان من جامعة ميسوري، التي أظهرت أن هذه الفترات تساعد بشكل خاص الأشخاص الذين يعانون من إصابات دماغية كالسكتات.

بالإضافة إلى ذلك، يُسلط الباحثون الضوء على أهمية ممارسة النشاط البدني وتناول وجبات صحية ومتوازنة، لتغذية الدماغ وتعزيز الذاكرة. ليس ذلك فحسب، بل إن تفاني وقت للراحة والاسترخاء يُمكن أن يكون استراتيجية مهمة لتحسين القدرة على التحصيل العلمي وتقوية الذاكرة.

في الختام، يمكن القول إن تبني استراتيجيات الراحة والاسترخاء تُعتبر عناصر فعالة ليس فقط في الصيانة الصحية للذاكرة، ولكن أيضًا كحل قابل للتطبيق للتقليل من مشاكل فقدان الذاكرة وبعض أشكال الخرف، مما يوفر أساليب جديدة وواعدة يمكن من خلالها تحسين الأداء العقلي والتعلم.

مقالات متعلقة عرض الكل